أثارت التصريحات التى أطلقها كل من الرئيس حسنى مبارك، أثناء زيارته لألمانيا، ونجله جمال، خلال لقائه طلاب الجامعات بالأقصر، بشأن قواعد الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة فى ٢٠١١، عاصفة من الغضب فى أوساط القوى السياسية، واعتبرها كثيرون تأكيداً على عدم وجود نية لتعديل الدستور، بما يمكن المرشحين المستقلين من خوض الانتخابات الرئاسية، فيما طالبت جماعة الإخوان المسلمين، الرئيس، بالتدخل لإجراء تعديلات دستورية تفتح باب الترشح على منصب رئاسة الجمهورية للجميع دون قيود.
وواصلت الصحافة العالمية اهتمامها بحالة الحراك السياسى الحالية فى مصر، وطالب بعضها واشنطن بدفع «مبارك» لإجراء انتخابات حرة من أجل تهيئة الأجواء لما اعتبرته «لحظة تحول» فى الشرق الأوسط. كان الرئيس مبارك صرح فى برلين أمس الأول، بأن من حق أى شخص الترشح لانتخابات الرئاسة، وفق مواد الدستور الحالى، فيما أكد نجله جمال أن الترشح فى هذه الانتخابات للأحزاب، أما ترشح المستقلين فهو استثناء.
ووصف عدد من رؤوساء الأحزاب والخبراء السياسيين والقانونيين تصريحات الرئيس ونجله، بأنها تحمل رسالة إلى المعارضة بعدم وجود نوايا لإجراء تعديلات دستورية فى الوقت الحالى.
واعتبر الدكتور إبراهيم درويش، أستاذ القانون الدستورى، أن هناك «جداراً فولاذياً» حول المادة ٧٦ يمنع ترشح المستقلين، واصفاً تصريحات الرئيس حول عدم وجود قيود فى الدستور المصرى تجاه ترشح الدكتور محمد البرادعى للرئاسة بأنها «غير صحيحة».
من جانبها، طالبت جماعة الإخوان المسلمين، الرئيس، بالتدخل لإجراء تعديلات دستورية تسمح بسهولة الترشح للجميع على منصب رئاسة الجمهورية دون قيود، معتبرة أن الوضع الحالى للدستور المصرى يمثل قيوداً مقصودة بهدف جعل الحزب الوطنى متحكماً فى العملية الانتخابية برمتها.
وقال الدكتور جمال حشمت، القيادى الإخوانى البارز، إن المادة ٧٦ تمثل عواراً واضحاً، لأنها تشترط فيمن يرغب الترشح على منصب رئيس الجمهورية، موافقة أعضاء من الحزب الوطنى من مجالس شعبية ومحلية، مؤكداً أن هذا غير دستورى. واعتبر الدكتور أحمد عكاشة، رئيس الجمعية العالمية للطب النفسى، أن حديث مبارك ونجله حول ترشيح البرادعى فى نفس الوقت يدل على «القلق الشديد» من وجوده.
وقال الكاتب البريطانى البارز، روبرت فيسك، فى مقال له نشرته صحيفة «الإندبندنت» الإنجليزية أمس، حول سباق الانتخابات فى مصر، إن المجتمع المصرى «كسيح»، ونظامه الانتخابى «مشوب بالتزوير»، مشيراً إلى أن أى منافس للرئيس مبارك لا يمكنه الاعتماد على انتخابات «نزيهة»، مؤكداً أن البرادعى لن يحصل على دعم من «أمثال الرئيس الأمريكى باراك أوباما».
فى سياق متصل، طالبت صحيفة «جلوبال بوست» الأمريكية، واشنطن بدفع مبارك لإجراء انتخابات حرة تساعد على حدوث «لحظة تحول» بالشرق الأوسط، فيما اعتبرت «الإيكونوميست» البريطانية أن البرادعى محظوظ بسبب «إرهاق» أغلبية المصريين من الحزب الوطنى، وأضافت أن المدير السابق لوكالة الطاقة الذرية يواجه «أبواق النظام» عبر الإعلام المستقل.
الإثنين ديسمبر 15, 2014 8:51 pm من طرف حاتم عبدالسلام
