لا أتذكر وجهها.. دائما أنساه.. انسى ملامحه
على الرغم من الوقت الطويل الذي أقضيه معها ..
و على الرغم من أني كلما أراها أسعى لأن أحفظ تفاصيل وجهها..
ولكني دوما أنسى ما حفظت ..
صورة ضبابية هي كل ما في ذاكرتي
أحاول النظر من الضباب و لكن الضباب كثيف..
قابلتها مرة فقلت لها :
-هل لي بصورة ؟!
قالت :
-" أليست صورتي مطبوعة في ذهنك؟!"
قلت :
-" بلى .. ولكنها محاطة بالضباب"
قالت:
-اذن.. أنت لا تحبني
قلت:
-من قال هذا .. و ما دليلك؟
قالت:
-كيف تحبني و تنسى ملامحي..
قلت:
-احب ما وراء صورتك.. و هو الذي لا أنساه.. و لا توجد حوله أي ضبابات
قالت:
-و ما وراء الصورة ؟
قلت:
- اشياء لا تحكى.. اشعر بها و لا أملك القدرة على التعبير عنها
قالت:
- حاول ان تعبر
قلت :
- حاولي أن تقرأي افكاري.. فهذا أيسر من أن أعبر
قالت:
- لا أحد يقرأ الأفكار
قلت:
- و لا أحد يستطيع أن يعبر عما أحبه وراء صورتك
قالت:
-و لكني أريدك أن تحب صورتي... لمن أتزين إذن؟
قلت:
- إن تزينك هو الوعاء لما أحب.. فإذا أحببت ما بداخل الوعاء .. كان جمال الوعاء ليس بالأمر المهم
قالت:
- هل هذا غزل؟!.. لو كان كذلك فهو حقاً أعجب غزل سمعته!
قلت:
- ليس غزلاً.. إنها حقيقة مجردة
قالت:
- إذن .. لا أتزين لك بعد الآن..
قلت:
- لماذا؟
قالت:
- ألم تقل أنك تحب ما بداخل الوعاء.. لا الوعاء نفسه؟
قلت:
- من الجميل أن أتناول ما أحب في وعاء جميل..
قالت:
- و هل لو كان الوعاء ليس جميلاً.. هل ستلتفت لشئ آخر بداخل وعاء أجمل؟!!
قلت:
- نعم.. قد يبهرني جمال وعاء آخر.. و لكن لن يتعدى الابهار سوى لحظات .. أعود فيها لوعائي الأصلي
قالت:
- لا أريد أن تنبهر بغيري.. و لو للحظات
قلت:
- حافظي إذن على جمال الوعاء