كان الاستسهال والسطحية واحيانا المبالغة في الاداء واضحين تماما في كثير من مسلسلات رمضان هذا العام.
ومن ابرز الامثلة على الاستسهال ما شاهدناه في حلقات مسلسل «حرب الجواسيس» يستحيل أن تعرف أننا فى عصر «عبد الناصر» خاصة أن السيارات فى شوارع القاهرة تؤكد أننا فى الألفية الثالثة، وعندما دخلت منة شلبى مكتب هشام سليم الحديث لم يكن ينقص المكان إلاّ جهاز كمبيوتر أو لاب توب.
ليست أشياء صغيرة ولكنها عناصر أساسية حتى تصدق ما تراه، وحتى تصدق أنهم يحترمون عقلك!
ايضا اداء لطفى لبيب وهو يصرخ وكأنه على المسرح فى معظم مشاهده فى مسلسل «أبو ضحكة جنان»، وفى مشهد مُفعم بالسذاجة يلقى نكتة فى سبوع ابنه «اسماعيل» لكى يخرج الولد «خفيف الظل».
كما أن هناك ملاحظتان هامتان فى مسلسل «تاجر السعادة»: الأولى تتعلق بإسراف خالد صالح فى استخدام يديه وجسده أثناء الحركة وكأنه لا يصدق أنه كفيف، وهناك لمحة تكرار للصورة النمطية لفاقد البصر عاشق الغناء والفكاهة التى قدمتها أعمال فنية سابقة ناجحة ومعروفة، أما الأمر الثانى اللافت فهو الطريقة التى يتحدث بها الممثل أشرف مصيلحى حيث أنه يقوم بتسميع الحوار وكأنه يخشى أن يفوته حرف، ولا أثر لأى انفعال على الوجه.. الملحوظتان مسئولية خالد وأشرف ولكنهما بالدرجة الأولى مسئولية مخرجة المسلسل شيرين عادل.
وبمناسبة الإلقاء والحوار، فكل أصدقائنا الصعايدة يقسمون أنهم لم يسمعوا في حياتهم أحدا يتحدث بالطريقة المفتعلة فى إلقاء الحوار، التي كان يتحدث بها أبطال مسلسل «أفراح إبليس» وكأننا فى برنامج «تعالوا نتحدث باللهجة الصعيدية»، كل الممثلين بلا استثناء يضغطون على الحروف والكلمات، وكلهم يرفعون أصواتهم وكأنهم فى مباراة للصراخ.
ورحم الله نجوم الكتابة الدرامية الإذاعية زمان مثل سمير عبد العظيم وعبده دياب، الذين قدموا مسلسلات رائعة عاشت في وجدان الناس، وتحول معظمها الى أفلام سينمائية ومسلسلات تليفزيونية، ومن حسن حظهم أنهم لم يستمعوا الى المسلسلات الاذاعية السخيفة التي تنافست فيها الشبكات الاذاعية ومحطات الاف ام على التعاقد مع النجوم والنجمات، وكان معظمها مجرد "سبوبات" اضافية ، مثلها بالضبط مثل موضة مشاركة النجوم والنجمات في تقديم الاعلانات والبرامج، وكأنهم ناقصين فلوس!..
ومن أمثلة هذه الأعمال حلقات «شريف ربى لى الخفيف» بطولة: هنيدى وغادة عادل، ومسلسل «فراولة» بطولة: ياسمين عبد العزيز وصلاح عبد الله وعلاء مرسى، وحلقات «من قتل تامرة وزة» بطولة: أحمد السقا، ومسلسل «اطلبينى من بابا» بطولة: أحمد حلمى وحنان ترك، وحتى يسرا وحسن حسنى لهما مسلسل عنوانه «عيلة كويسة.. غنية مفلِسة» يشترك أيضاً فى بطولته أحمد رزق ومروة عبد المنعم.
ولا توجد مقارنة تقريباً بين دراما زمان التى كانت تتحول فى الغالب إلى أفلام مثل «أفواه وأرانب» و«لست شيطاناً ولا ملاكاً» وبين المسلسلات الحالية التى يغلب عليها طابع «التيك أواى» والأداء الصوتى الكاريكاتوى والإعلانات التى تقتحم الحلقات فتفسد كل شىء