ا
ستمراراً لمسلسل الشد والجذب بين سالى التى تحولت إلى أنثى بعد عملية جراحية لها عام 1987 ، وبعد 20 عاماً على تداول قضيتها بين ساحات المحاكم المصرية، لم تفقد سالي عبد الله الأمل في استكمال دراستها بجامعة الأزهر، التي تركتها منذ كانت "سيد عبد الله" في السنة النهائية بكلية الطب، بعد ، في قضية هي الأولى من نوعها في مصر .
واكتسب الأمل، الذي ما زال يراود "سالي"، التي تعيش حياتها كأنثى ومرت بتجربة الزواج لثلاث مرات، زخماً جديداً مؤخراً، بالحكم الذي أصدرته محكمة القضاء الإداري أواخر مايو الماضي، برفض دعوى أقامتها جامعة الأزهر، طلبت فيها إلغاء قرار وزارة الداخلية بتعديل البيانات الشخصية للطالب( سيد، وحاليا سالي) الذي كان مسجلاً بالجامعة ، وذلك على الرغم من ارتدائها الحجاب .
وجاء في الحكم الصادر عن محكمة القضاء الإداري أن قرار وزارة الداخلية "جاء متوافقاً مع القانون"، وبالتالي لا يجوز إلغاؤه . في الوقت الذي بدت فيه إدارة الجامعة الإسلامية العريقة متمسكة أكثر بموقفها السابق، برفض قيد "سالي" في كلية الطب للبنات، قائلة "إنها ذكراً وليست أنثى"، وفقاً لما أكده مصدر مسؤول بالجامعة الاثنين .
وكانت جامعة الأزهر قد أقامت تلك الدعوى أمام القضاء الإداري، بعد صدور حكم سابق من المحكمة الإدارية العليا، يمنح سالي حق القيد بكلية الطب للبنات . إلا أن إدارة الجامعة تصر على أنها أصدرت قراراً بفصل "سيد" نهائياً من كلية البنين، كما أنه لا توجد طالبة باسم "سالي" مقيدة في السنوات السابقة للسنة النهائية بكلية البنات .
وأكد المصدر إن إدارة الجامعة تعتزم تصعيد القضية إلى أعلى سلطة قضائية، مشيراً إلى أنه سيتم تقديم استئناف إلى المحكمة الدستورية العليا . كما أكد أن الجامعة ستقدم إلى المحكمة "مبررات قاطعة"، تدعم موقفها برفض تسجيل "سالي" في كلية البنات.
من جانبها، جددت سالي تهديداتها بإقامة دعوى قضائية ضد رئيس جامعة الأزهر، أحمد الطيب، تطالب فيها بعزله من منصبه وبحبسه، نظراً لأنه يرفض تنفيذ الحكم الصادر لصالحها، مشيرة إلى أنها أصبحت تعيش في ظروف نفسية بالغة السوء، وفقاً لما نقلت عنها فضائية "العربية" في وقت سابق.
وأوضحت سالي، التي عملت في مجال الرقص الشرقي، أنها "اضطرت لأن تعمل راقصة"، لتدبير نفقات علاجها، وأتعاب المحامين الذين يتابعون قضيتها، خاصة أنها بعد فصلها من الجامعة ووفاة والديها وجدت نفسها وحيدة.
ولكنها أشارت أيضاً إلى أنها كانت ترغب في "امتهان" الرقص حتى تثبت لنفسها وللآخرين أنها "أنثى" . وأشارت إلى أنها، بعد فصلها من جامعة الأزهر، تمكنت من الالتحاق بكلية الآداب، وحصلت على درجة الليسانس من قسم اللغة الإنجليزية، بدرجة جيد، وهو ما جعلها تترك الرقص بعد أن وجدت فرصة للعمل بإحدى الشركات السياحية.
كما نقل عنها قولها "لقد كنت على وشك الحصول على بكالوريوس الطب عندما شاءت ظروفي المرضية أن أتحول إلى فتاة.. وخلال هذه السنوات الطويلة قدمت الشهادات والتقارير الطبية اللازمة، التي تثبت ذلك دون جدوى، ولكن بقي الأزهر يصر على أن أظل مريضة، وان استمر في عالم الذكورة" .
وخضع "سيد" لأول عملية لتحويل الجنس في مصر في 29 يناير 1988، خرج بعدها باسم "سالي"، حيث منعته جامعة الأزهر بعد ذلك من مواصلة دراسته بكلية البنين، كما رفضت تحويله إلى كلية البنات، حتى أصدرت قراراً بفصله من الكلية التي كان مسجلاً بها في بداية التسعينات.
وبعد شهور قليلة من نجاح الجراحة التي جرت له بأحد المستشفيات الخاصة في القاهرة، وتحديداً في مايو 1988، قام "سيد" بتغيير بياناته الشخصية، وطلب تغيير اسمه إلى "سالي"، حتى صدرت له بطاقة شخصية تحمل اسمه الجديد، في سبتمبر من نفس العام.
وقد قامت نقابة الأطباء بمعاقبة الفريق الطبي الذي قام بإجراء الجراحة "غير المسبوقة"، حيث تم شطبهم من سجل الأطباء، ومنعهم من مزاولة المهنة في أي صورة . كما اعتبر مجلس النقابة أن "هذه العملية تشكل اعتداء على القيم والأخلاق، ولم يكن لها أي مبرر طبي " .