" زرعنـا بدل الشعيــر جميـز ! ", حدوتة قبــل النوم ...

كان يا ما كان يا سعد يا أكرام
بلد قديم عجوز تعبان من غدر الزمان اسمه كاتاتونيــا
فى كاتاتونيا كان الحاكم بأمر نفسه يحكم ويسود واللى يقوله يسرى على البيض والسود .. وكانوا يسمونه مولانا
وبالرغم من ان مولاهم كان الحاكم الأوحد ، الا انه طبعاً ما كانش بـ يعمل كل حاجة لوحده . ما هو محدش يقدر يعمل كل حاجة لوحده
كان عنده مساعدين : موظفين بـ يطبقوا السياسة ويمشوا عالناموس ما يلخبطوهوش . من ضمن مهام
المساعدين الموظفين كان طبعاً انهم يحلوا المشاكل علشان يتفرغ مولانا للمهام الجسام وياخد من القرارات فقط الحســام .

وبعدين فى يوم من الأيام جت أزمة سودا . الشعير اللى الناس كانت بـ تاكله ( ما هو الناس فى كاتاتونيا كانت بـ تاكل شعير ) بقى شاحح
وغالى ومش موجود . والطوابير على الشعير فاقت كل الحدود ، ليه يا عم ايه اللى حصل ؟ قال لك اصل تجار الشعير
الوحشين بـ ياخدوا الشعير يبيعوه للخيل والحمير ( أصل فى كاتاتونيا الخيل والحمير كان عندهم فلوس أكتر بكتير ) ."طيب أزاى حصل كده ؟؟" سأل
مولانا بغضب كبير " هاتوا لى مساعدنا لشئون الشعير ! " جه مساعد مولانا لشئون الشعير وقال مدافعاً عن نفسه
يا مولانا انا عينت غربان سود وأسود تحرس كل منافذ بيع الشعير وكان عندهم اوامر بضرب النار لو اقترب واحد حتى من الخيل والحمير بس دخلوا
عليهم الحمير والخيل بلحم احمر للأسود وجيفة بـ الأرطال للغربان . راحوا بايعين ضمايرهم وادوهم الشعير وسابوا الناس جعانين
" طيب تعمل أيه نعمل أيه .. " فكر مولانا بصوت عالى راح رادد مساعد مولانا لشئون الأفكار وقال :
" شوف يا مولانا احنا نجيب كتيبة الأفيال ، دى أقوى كتايبنا ونخليها هى اللى تحرس الشعير والبيع " رد مولانا وقال ..
" فكرة مش بطالة ، لكن الشعير خلص نجيبه منين ؟ "

" من عند الجيران ، هم صحيح مش قريبين لكن جيرانا وعندهم منه ما يكفيهم ويكفينا ويفيض .. ده حتى ساعات بـ يرموه فى البحر "

" هو احنا مش كان زمان كمان عندنا منه التير ؟؟"

" ما هو يا مولانا اصلنا بطلنا نزرع شعير الا شوية كده نعمل بيهم فطير ، وبقينا نزرع بدل الشعير جميز كتير "

" طيب وده اسمه كلام ؟ الناس يعنى هـ تاكل جميز بدل الخبيز ! شوف يا مساعد الافكار نفذ خطة الافيال ، وانت يا مساعد الشعير
هات لنا كل الشعير اللى عند الجيران البعاد وشهل شوية قبل ما يرموه فى بحر الفساد "

نفذوا المساعدين الخطة و اتوفر الشعير وبقى الخير كتير وقعدوا الناس يشكروا مولانا على انقاذهم وانقاذ عيالهم من الجوع ومن الطابور
وفضلت فاتازيا تزرع جميز وتجيب شعير من عند الجيران البعاد .. وما اعرفش هـ يحصل ايه بعدين بس ادينا قاعدين
وهـ نشوف ، ويا خبر بفلوس بكرة يبقى ببلاااااااااااااااش !