قال السلف الصالح استكثروا من أربع خصال خصلتين ترضون بهما ربكم, وخصلتين لا غناء لكم عنهما, فأما الخصلتان اللتان ترضون بهما ربكم, فهما شهادة أن لا إله الله والاستغفار وأما اللتان لا غناء لكم عنهما: فتسألون الله الجنة وتستعيذون به من النار, فهذه الخصال الأربع كل منها سبب العتق والمغفرة.
فأما كلمة التوحيد فإنها تهدم الذنوب وتمحوها محوا ولا تبقي ذنبا ولا يسبقها عمل, وهي تعدل عتق الرقاب الذي يوجب العتق من النار, ومن قالها مخلصا حين يصبح وحين يمسي حرم الله عليه النار, وأما كلمة الاستغفار فمن أعظم أسباب المغفرة, فإن الاستغفار دعاء بالمغفرة ودعاء الصائم مستجاب في حال صيامه وعند فطره.
قال الحسن: أكثروا من الاستغفار فإنكم لا تدرون متي تنزل الرحمة, وقال لقمان لابنه: يا بني عود لسانك الاستغفار, فإن لله ساعات لا يرد فيها سائلا, وقد جمع الله بين التوحيد والاستغفار في قوله تعالي: فأعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك وفي بعض الاثر أن إبليس الرجيم قال: أهلكت الناس بالذنوب واهلكوني بلا إله إلا الله, والاستغفار. والاستغفار ختام الأعمال الصالحة كلها, لذلك ينبغي أن نختم صيام رمضان بالاستغفار وقال عمر بن عبد العزيز: قولوا كما قال آدم وحواء ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين وقولوا كما قال نوح عليه السلام وإلا تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين وقولوا كما قال موسي عليه السلام: رب إني ظلمت نفسي فأغفر لي وقولوا كما قال ذو النون عليه السلام: سبحانك إني كنت من الظالمين.
إن صيامنا يحتاج إلي استغفار نافع, وعمل صالح له شافع, وسؤال الجنة والاستعاذة من النار, فالصائم يرجي استجابة دعائه, فينبغي ألا يدعو إلا بأهم الأمور.. قال أبو مسلم: ما عرضت لي دعوة إلا صرفتها إلي الاستعاذة من النار وقال: لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون وفي الحديث تعرضوا لنفحات رحمة ربكم فإن لله نفحات من رحمته يصيب بها من يشاء من عباده فمن اصابته سعد سعادة لا يشقي بعدها أبدا, فإن أعظم نفحاته مصادفة دعوة الإجابة, يسأل العبد فيها الجنة والنجاة من النار فيجاب سؤاله فيفوز بسعادة الأبد... قال الله ــ تعالي ــ فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز يارب