mohamed magd نائب المدير
عدد الرسائل : 4359 تاريخ الميلاد : 15/10/1990 العمر : 33 الموقع : www.elnogoom.ahlamontada.com العمل/الترفيه : النت التاريخ : 15/10/1990 نقاط : 7076 تاريخ التسجيل : 01/09/2008
| موضوع: كل يوم..............بقلم : مـرسي عطـا الـلـه.......الاحد 28/9 الأحد سبتمبر 28, 2008 6:43 am | |
| كل يوم بقلم : مـرسي عطـا الـلـه | <table cellSpacing=0 cellPadding=0 width=70 align=left border=0><tr><td align=middle></TD></TR></TABLE> يوافق اليوم مرور ثمانية وثلاثين عاما بالتمام والكمال علي رحيل جمال عبدالناصر قائد ومفجر ثورة23 يوليو1952 التي غيرت وجه الحياة علي أرض مصر والمنطقة العربية... كما يوافق اليوم أيضا مرور47 عاما بالتمام والكمال علي نكسة الانفصال بين مصر وسوريا وفشل أول تجربة للوحدة العربية في العصر الحديث التي كان جمال عبدالناصر هو بطلها الموعود وضحية انفصالها المشئوم!
وفي اعتقادي أننا مازلنا مطالبين باستمرار مراجعة وتقويم ونقد التجربة الناصرية باعتبار أنها في البداية والنهاية عمل انساني يخضع للصواب والخطأ وفي اطار الفهم الصحيح بأن هناك خيطا فاصلا بين عبدالناصر كشخص بذاته وبين المرحلة الناصرية كتجربة شارك فيها رفاقه من الضباط الأحرار فمنهم من اختلف وانسحب أو أجبر علي الانسحاب ومنهم من أكمل معه المشوار حتي لحظة الرحيل في28 سبتمبر عام1970.
ان عبدالناصر كقائد وزعيم امتدت شرعيته الدستورية في مصر لتصبح شرعية جماهيرية علي امتداد الأمة العربية كلها.. كان فارسا نبيلا باجماع أغلب الذين اقتربوا منه وعملوا إلي جواره ومن ثم فإن من الظلم لسيرته ومن الظلم للتاريخ أن تعلق في رقبة الرجل وحده كل خطايا وممارسات بعض الأجهزة في عصره.
وليس معني ذلك أنني أبرر تجاوزات المرحلة الناصرية وعدم ادراكها لأهمية الاسراع بوضع المبدأ السادس من مبادئ ثورة يوليو موضع التنفيذ بإقامة حياة ديمقراطية سليمة, ولكنني أقول ـ للإنصاف ـ أن كل ماقرأناه من شهادات ومذكرات أدلي بها دراويش متيمون بالناصرية وخصوم يطيقون العمي ولايطيقون سماع اسم عبدالناصر..
ان الرجل لم يكن أسطورة تسمع دبة النملة هنا وهناك وتمسك بكل خيوط اللعبة دون منازع أو شريك, وإنما كان حاكما تحيط به بطانات الخير وبطانات السوء علي حد سواء وأنه كان بحكم طبيعة الثورات والانقلابات, مشدودا بحسابات وتوازنات دقيقة بينها مايتعلق بالرغبة في استمرار الرفاق علي الدرب دون افتراق ومنها مايتعلق بتغليب عنصر الثقة علي عنصر الخبرة ضمانا للأمن وتحسبا للاستقرار خصوصا أن ثورة يوليو لم يكن لها خيار في أنها فتحت علي نفسها عدة جبهات في وقت واحد.. جبهة المضارين من قراراتها وتوجهاتها في الداخل... وجبهة القوي الأجنبية التي رأت فيها خطرا علي مصالحها الحيوية في الشرق الأوسط.
ولهذا فإن من الظلم أن يجري تقويم تجربة عبدالناصر في إطار ضيق ينحصر بين انجازات إلغاء الملكية واقامة النظام الجمهوري والاصلاح الزراعي وتأميم قناة السويس, وبناء السد العالي, ومجانية التعليم, وبين سلبيات الغياب الديمقراطي والانتكاس العسكري المؤلم في يونيو1967... وإنما التقويم الصحيح يجئ من خلال الرؤية المنصفة لمدي ارتباط ماتحقق خلال مرحلة حكمه بما يتواصل عملنا عليه حاضرا ومستقبلا, وهل كان في التجربة بناء يمكن أن يتم تعلية بناء الحاضر والمستقبل عليه أم أن في التجربة هدما كثيرا استنزف جهدا ووقتا في إزالة المخلفات واحداث الترميم قبل الشروع في مواصلة البناء!
إن التاريخ بحقائقه ووقائعه أكبر من الذين يعتقدون أنهم يشوهون بافتراءاتهم سيرة عبدالناصر لحساب مرحلة ماقبل يوليو وأكبر أيضا من الذين يرتدون قميص الناصرية ويعتقدون أن تبييض وجه المرحلة الناصرية لايتحقق إلا بتشويه مرحلة مابعد عبدالناصر وشطب مرحلة ماقبل يوليو من سجلات التاريخ!
التاريخ لايعرف منهج الأفلام والمسلسلات وتجارة المذكرات! |
الاهرام | |
|